الجمعة، 23 أغسطس 2013

{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} (هود:113)


في خضم الأحداث الجارية يجب على كل مسلم أن يتوقف مع هذه الآيه وما بها من دروس وفوائد.

أولاً: قوله {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} الركون هو الميل أو الرضا، لذلك جاء النهي عن الرضا والقبول بما يفعله أهل الكفر والظلم.
والتعبير بـ (الركون) يحمل دلالة بليغة تدل على النهي عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم، وتخطوا حدودهم، وجاوزا خط الاعتدال، وداسوا كرامة الحقوق، وجعلوا الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، وتجردت قلوبهم من خشية الله.

ثانياً: قوله {الذين ظلموا} اللفظ عاماً، يشمل كل ظالم سواء أكان مؤمناً أم كافراً، وكلمة (ظلموا) في الآية ليست قاصرة على أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم السياسي والسلطوي...
بل يشمل أيضاً أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاقتصادي والمادي، حيث يضيقون على الناس في لقمة العيش، ويحاصرونهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ومتجرهم...
ويشمل أيضاً أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاجتماعي، وذلك بظلمهم على أساس العرق واللون والمعتقد.

ثالثاً: رتبت الآية الكريمة نتيجتين على الركون إلى أهل الكفر. أولهما: دنيوية، وهي عدم النصر والمعونة من الله. ثانيهما: عذاب النار في الآخرة.
وهاتان النتيجتان مستفادتان من قوله تعالى: {فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}، فكأنه سبحانه يقول لنا: إنكم إن رضيتم بمسلك أهل الظلم، ومشيتم في ركابهم، وناصرتموهم في باطلهم، مستكم نار جهنم في الآخرة، ولم ينصركم الله في الدنيا، بل يخلِّيكم من نصرته، ويسلط عليكم عدوكم، ويخذلكم. وهذا ما عليه حال الأمة اليوم.

اللهم أهلك الظالمين وانتقم منهم فإنهم لا يعجزونك...
اقرأ المزيد >>