الاثنين، 6 يونيو 2011

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (الأنعام 160، تفسير ابن كثير، مجلد 2، صفحة 56)

وهذه الآية الكريمة مفصلة لما أجمل في قوله ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ) (النمل 89)، وقد وردت الأحاديث مطابقة لهذه الآية، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه، عز وجل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم (عز وجل) رحيم، من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة. ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له واحدة، أو يمحوها الله، عَزَّ وجل، ولا يهلك على الله إلا هالك ".

وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله، عَزَّ وجل: من عَمِل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر. ومن عمل قُرَاب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة. ومن اقترب إليَّ شبرًا اقتربت إليه ذراعا، ومن اقترب إليَّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هَرْوَلَة " .

وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة ".

واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام:
1.      تارة يتركها لله عَزَّ وجل فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى، وهذا عمل ونِيَّة؛ ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح " فإنما تركها من جرائي " أي من أجلي.
2.      وتارة يتركها نسيانًا وذُهولا عنها، فهذا لا له ولا عليه؛ لأنه لم ينو خيرًا ولا فعل شرًا.
3.      وتارة يتركها عجزا وكسلا بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها، فهذا يتنـزل منـزلة فاعلها، كما جاء في الحديث، في الصحيحين " إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ". قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: " إنه كان حريصًا على قتل صاحبه" .

وقال جماعة من السلف ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) من جاء بـ" لا إله إلا الله "، ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ ) يقول بالشرك.

0 comments:

إرسال تعليق