الجمعة، 10 يونيو 2011

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات 11، تفسير ابن كثير، مجلد 7، صفحة 105)





ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهي احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "الكِبْر بطر الحق وغَمْص الناس" ويروى "وغمط الناس" والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له؛ ولهذا قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )، فنص على نهي الرجال وعطف بنهي النساء.

وقوله ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا تلمزوا الناس. والهمَّاز اللَّماز من الرجال مذموم ملعون، كما قال تعالى ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (الهمزة 1)، فالهمز بالفعل واللمز بالقول، كما قال ( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) (القلم 11) أي يحتقر الناس ويهمزهم طاعنًا عليهم، ويمشي بينهم بالنميمة وهي اللمز بالمقال؛ ولهذا قال هاهنا ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ )، كما قال ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) (النساء 29) أي لا يقتل بعضكم بعضا. أي لا يطعن بعضكم على بعض.

وقوله ( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ ) أي لا تتداعوا بالألقاب، وهي التي يسوء الشخص سماعها.

وقوله ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ) أي بئس الصفة والاسم الفسوق وهو التنابز بالألقاب، كما كان أهل الجاهلية يتناعتون، بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه، ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ ) أي من هذا ( فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .

0 comments:

إرسال تعليق