الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (الأعراف 202،201، تفسير ابن كثير، مجلد 2، صفحة 324)


يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر، وتركوا ما عنه زجر، أنهم ( إِذَا مَسَّهُمْ ) أي أصابهم "طيف" وقرأ آخرون "طائف"، وقد جاء فيه حديث، وهما قراءتان مشهورتان، فقيل بمعنى واحد. وقيل بينهما فرق، ومنهم من فسر ذلك بالغضب، ومنهم من فسره بمس الشيطان، بالصرع ونحوه، ومنهم من فسره بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب.

وقوله ( تَذَكَّرُوا ) أي عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب. ( فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.

وقوله ( وَإِخْوَانِهِمْ ) أي وإخوان الشياطين من الإنس، كقوله ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) (الإسراء 27) من الإنس، وهم أتباعهم والمستمعون لهم القابلون لأوامرهم ( يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ) أي تساعدهم الشياطين على فعل المعاصي، وتسهلها عليهم وتحسنها لهم. وقيل المد: الزيادة. يعني: يزيدونهم في الغي، يعني الجهل والسفه.

(  ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) قيل معناه إن الشياطين تمد، والإنس لا تقصر في أعمالهم بذلك . كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) قال: لا الإنس يقصرون عما يعملون من السيئات، ولا الشياطين تمسك عنهم.

وقيل معناه هم الجن، يوحون إلى أوليائهم من الإنس ( ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) يقول لا يسأمون. وكذا قال السُّدِّي وغيره: إن الشياطين يمدون أولياءهم من الإنس ولا تسأم من إمدادهم في الشر؛ لأن ذلك طبيعة لهم وسَجِيَّة، لا تفتر فيه ولا تبطل عنه.

0 comments:

إرسال تعليق