الخميس، 8 سبتمبر 2011

قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (المؤمنون 108-111، تفسير ابن كثير، مجلد 4، صفحة 601)

هذا جواب من الله تعالى للكفار إذا سألوا الخروج من النار والرجعة إلى هذه الدار، يقول ( اخْسَئُوا فِيهَا ) أي امكثوا فيها صاغرين مُهانين أذلاء. ( وَلا تُكَلِّمُونِ ) أي لا تعودوا إلى سؤالكم هذا، فإنه لا جواب لكم عندي. وقيل ( اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) قال: هذا قول الرحمن حين انقطع كلامهم منه.

ثم قال تعالى مذكرًا لهم بذنوبهم في الدنيا، وما كانوا يستهزئون بعباده المؤمنين وأوليائه، فقال ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا ) أي فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إليّ، ( حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي ) أي حملكم بغضهم على أن نَسِيتم معاملتي ( وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ) أي من صنيعهم وعبادتهم، كما قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) (المطففين 29،30) أي يلمزونهم استهزاء.

ثم أخبر عما جازى به أولياءه وعباده الصالحين، فقال ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا ) أي على أذاكم لهم واستهزائكم منهم، ( أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ) بالسعادة والسلامة والجنة والنجاة من النار.

0 comments:

إرسال تعليق