الاثنين، 10 أكتوبر 2011

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال 16،15، تفسير ابن كثير، مجلد 2، صفحة 347)


يقول تعالى متوعدًا على الفرار من الزحف بالنار لمن فعل ذلك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا ) أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم، ( فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبَارَ ) أي: تفروا وتتركوا أصحابكم.( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ ) أي يفر بين يدي قرنه مكيدة؛ ليريه أنه قد خاف منه فيتبعه، ثم يكر عليه فيقتله، فلا بأس عليه في ذلك. قاله بعض العلماء. وقال الضحاك أن يتقدم عن أصحابه ليرى غِرَّةً من العدو فيصيبها( أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ ) أي فر من هاهنا إلى فئة أخرى من المسلمين، يعاونهم ويعاونوه فيجوز له ذلك، حتى ولو كان في سرية ففر إلى أميره أو إلى الإمام الأعظم، دخل في هذه الرخصة.

فأما إن كان الفرار لا عن سبب من هذه الأسباب، فإنه حرام وكبيرة من الكبائر، لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات". قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتَّوَلِّي يوم الزحف ، وقَذْفِ المحصنات الغافلات المؤمنات"، ولهذا قال تعالى ( فَقَدْ بَاءَ ) أي رجع ( بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ ) أي مصيره ومنقلبه يوم ميعاده ( جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ).

وقد ذهب ذاهبون إلى أن الفرار إنما كان حراما على الصحابة؛ لأنه - يعني الجهاد - كان فرض عين عليهم. وقيل على الأنصار خاصة؛ لأنهم بايعوا على السمع والطاعة في المنشط والمكره. وقيل إنما المراد بهذه الآية أهل بدر خاصة، وهذا كله لا ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر، وإن كان سبب النـزول فيهم، كما دل عليه حديث أبي هريرة المتقدم، من أن الفرار من الزحف من الموبقات، كما هو مذهب الجماهير، والله تعالى أعلم.

هناك تعليقان (2):

  1. اية صريحة بالقران
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير
    صدق الله العلي العظيم

    طيب معظمنا يعرف قصة الخندق وكيف ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم ارسل ابو بكر فانهزم ابو بكر ورجع فارسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عمر بن الخطاب فانهزم ورجع حيث كان يجبن اصحابه ويجبنونه كما ذكر في كتب اهل السنة ويجبن اصحابه ويجبنونه معناها انه كان يقول لهم انتم الجبناء وبسببكم هربنا من الحرب واصحابه يقولون له نفس الشيء وكان نفس الحال بالنسبة لابو بكر ,, والان لناتي بالادلة العلمية المنطقية حتى لا يكون كلامنا مجرد كلمات في منتدى بدون دليل ..

    «دعا أبا بكر فعقد له لواءً ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع، فدعا عمر فعقد له لواءً فسار ثم رجع منهزماً بالناس ! فقال رسول الله: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار .» (سنن النسائي :5/1 8، وصححه في الزوائد :9/124).

    ردحذف
  2. «بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله):لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له ليس بفرار ) (مصنف ابن أبي شيبة:8/522).

    وفي تفسير الثعلبي:9/5 : «فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله تعالى فتحها علينا، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه و آله)أعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله(صلى الله عليه و آله)ُيجَبِّنُهُ أصحابه ويجبنهم، وكان رسول الله قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر راية رسول الله، ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً ثم رجع، فأخذها عمر، فقاتل قتالاً شديداً، وهو أشد من القتال الأول، ثم رجع، فأخبر بذلك رسول الله فقال: أما والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله...».

    المستدرك على الصحيحين ج:3 ص: 39
    4338 أخبرنا أبو قتيبة سالم بن الفصل الآدمي بمكة ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن هاشم عن بن أبي ليلى عن الحكم ونصف عن عبد الرحمن عن أبي ليلى عن علي أنه قال ثم يا أبا ليلى أما بخيبر قال بلى والله كنت معكم قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع
    هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

    المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 40
    4340 أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه قال ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر رضي الله عنه وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاءوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي صلى الله عليه وسلم الحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

    رواه أحمد، ووثقه في الزوائد(6/151، و: 9/124):عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أخذ الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أمِطْ (إذهب عني!).ثم جاء رجل آخر فقال: أمط ! ثم قال النبي(صلى الله عليه و آله): والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر، هاك يا علي! فانطلق حتى فتح الله عليه » وأبو يعلى:2/499 وأحمد: 3/16، وتاريخ دمشق: 1/194، والنهاية: 4/381.

    ففي الطبقات(3/155): «عن عائشه قالت: حدثني أبو بكر قال: كنت في أول من فاء الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) يوم أحد »
    فاء يعني رجع من الهروب

    ومن لم يصدق فهذا البخاري يثبت هروب عمر بن الخطاب من الحرب بكل وضوح وشفافية
    اخرج البخاري في : ج3 / 67 / طبع عيسى البابي الحلبي بمصر : عن ابي محمد مولى ابي قتادة قال : لما كان يوم حنين نظرت الى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين ، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله ، فأسرعت الى الذي يختله فرفع يده ليضربني واضرب يده فقطعتها ... وأنهزم المسلمون وأنهزمت معهم فأذا بعمر بن الخطاب في ألناس فقلت له : ما شان الناس ؟ قال : امر الله

    قال سبحانه وتعالى إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
    روى أحمد(6/141)ومصادر السيرة وحسنه في الزوائد (6/138)، وصف عائشة لاختباء جماعة من الصحابة في حديقة، منهم عمر وطلحة، وأن عمر كان يتخوف من الفرار العام

    وفي الصحيح من السيرة (6/183): «ويدل على فراره: جميع ما تقدم في ثبات أمير المؤمنين(ع) وما تقدم في فرار سعد...عن عائشة:كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى وقال:كنت أول من فاء يوم أحد »

    قال الله تعالى في وصف الصحابة يوم أحد: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إذا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ..

    ردحذف