يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي. فأعقبهم ذلك تكذيبًا في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم من الهدى واليقين.
( إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) أي أشقى القبيلة، هو " قُدَار بن سالف " عاقرُ الناقة، وهو أحيمر ثمود، وهو الذي قال تعالى فيه ( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) (القمر 29). وكان هذا الرجل عزيزًا فيهم، شريفًا في قومه، نسيبًا رئيسًا مطاعًا.
عن عبد الله بن زَمْعَةَ قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: " (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه، مثل أبي زمعة ".
وقوله (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ) يعني صالحًا، عليه السلام (نَاقَةُ اللَّهِ ) أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء، (وَسُقْيَاهَا ) أي لا تعتدوا عليها في سقياها، فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم. (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ) أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ) أي غضب عليهم، فدمر عليهم، (فَسَوَّاهَا ) أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.
(وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) وقرئ " فلا يخاف " (عقباها ) قال غير واحد لا يخاف الله من أحد تبعة.
0 comments:
إرسال تعليق