السبت، 8 أكتوبر 2011

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا (الشمس 11-15، تفسير ابن كثير، مجلد 8، صفحة 96)


يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي. فأعقبهم ذلك تكذيبًا في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم من الهدى واليقين.

( إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) أي أشقى القبيلة، هو " قُدَار بن سالف " عاقرُ الناقة، وهو أحيمر ثمود، وهو الذي قال تعالى فيه ( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) (القمر 29). وكان هذا الرجل عزيزًا فيهم، شريفًا في قومه، نسيبًا رئيسًا مطاعًا.

عن عبد الله بن زَمْعَةَ قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: " (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه، مثل أبي زمعة ".

وقوله (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ) يعني صالحًا، عليه السلام (نَاقَةُ اللَّهِ ) أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء، (وَسُقْيَاهَا ) أي لا تعتدوا عليها في سقياها، فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم. (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ) أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ) أي غضب عليهم، فدمر عليهم، (فَسَوَّاهَا ) أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.

(وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) وقرئ " فلا يخاف " (عقباها ) قال غير واحد لا يخاف الله من أحد تبعة.

0 comments:

إرسال تعليق