السبت، 27 أغسطس 2011

وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا (الإسراء 106،105، تفسير ابن كثير، مجلد 4، صفحة 278)


يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز، وهو القرآن المجيد، أنه بالحق نـزل، أي متضمنًا للحق، كما قال تعالى ( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْـزَلَ إِلَيْكَ أَنْـزَلَهُ بِعِلْمِهِ ) (النساء 166) أي متضمنا علم الله الذي أراد أن يُطْلِعكم عليه، من أحكامه وأمره ونهيه.

وقوله ( وَبِالْحَقِّ نـزلَ ) أي ووصل إليك - يا محمد - محفوظًا محروسًا، لم يُشَب بغيره، ولا زِيدَ فيه ولا نُقص منه، بل وصل إليك بالحق، فإنه نـزل به شديد القُوى، الأمين المكين المطاع في الملأ الأعلى.

وقوله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ) أي يا محمد ( إِلا مُبَشِّرًا ) لمن أطاعك من المؤمنين ( وَنَذِيرًا ) لمن عصاك من الكافرين.

وقوله ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ ) أما قراءة من قرأ بالتخفيف، فمعناه فصلناه من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نـزل مُفرقًا منجما على الوقائع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة.

وعن ابن عباس أيضًا أنه قال ( فَرَقْنَاهُ ) بالتشديد، أي أنـزلناه آية آية، مبينًا مفسرًا؛ ولهذا قال: ( لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ ) أي لتبلغه الناس وتتلوه عليهم ( عَلَى مُكْثٍ ) أي مَهَل ( وَنـزلْنَاهُ تَنـزيلا ) أي شيئًا بعد شيء.

0 comments:

إرسال تعليق